و أسقي السكارى من كؤوس شرابي ـــــــــ ترى في سنين التيه عيني سرابي
أبوء بإثمي توبة القلب يا هوى ـــــــــ نصوح و يقوى في جحيمي عذابي
و تاهت خرافي في الصحاري و هاجمت ــــــــــ قطيعي الذي دون الكلاب ذئابي
فمن ذا الذي بعد المنى المر سوءتي ــــــــــ يواري على قبري يطوف غرابي
و فصل الربيع الحلو تهوى مرابعي ــــــــــ و ما قد هما طول الجفاف سحابي
.. .. .. .. ..
أزور طلولي زال عنه عماره ــــــــــ شهدت بعيني عن شيوع خرابي
سقامي أراها في مقامي و يقطع ــــــــــ الزمان كسياف جميع رقابي
و يشوي فؤادي الدهر بالهم مثله ــــــــــ شبيه إذا بالنار يشوى كبابي
و قلبي غريق في بحور ذنوبه ــــــــــ إليه إلهي توبتي و متابي
تكون بظلماء الجنون نهايتي ــــــــــ أنير بأنوار الفنون درابي
.. .. .. .. ..
علي هي الدنيا العجيبة أظلمت ــــــــــ وسيع سحابي بي تضيق رحابي
و بانت شموعي في ليالي موائدي ـــــــــــ و صارت دموعي في كؤوس شرابي
عيوني بدوري لا ترى في فواجعي ــــــــــ و مأساة أحزاني و ليل اكتئابي
كمثل اليهود التيه قد صار عادتي ــــــــــ و يأتي مسيحي في سنين اغترابي
عيوني شموسي لا ترى في نهاره ـــــــــــ عذابي و أشجاني و بلوى مصابي
.. .. .. .. ..
و شيطانها نفسي يخون وعوده ــــــــــ إذا النصح أبدى في جنون اضطرابي
أسير كأعمى في دروب غوايتي ـــــــــــ على حبها الدنيا يسيل لعابي
أراه جنوني في فنوني و فتنتي ــــــــــ و بعد تمام غاب بدر صوابي
ببستانه الأطياب شعري تفوح أو ـــــــــ تلوح نواميسي و عز جنابي
أكون إمام الناس منها منابري ــــــــــ أمام عيون الدهر ألقي خطابي
.. .. .. .. ..
عناوينه طول الحياة كتبتها ــــــــــ قرأت بعين لا تنام كتابي
رسمت سناء البدر في أفق جبهتي ــــــــــ فتحت لها كل الكواكب بابي
رسمت شعاع الشمس في سقف مقلتي ــــــــــ يكون إلى بحر الغروب اقترابي
أبيع كلامي كالرسول و أشتري ــــــــــ سلامي و يبديه ملامي صحابي
و شيخوختي تبدو أمامي صفاتها ــــــــــ و مني يولي في هروب شبابي
.. .. .. .. ..
يراه جحيم الهم قلبي يطوقه ـــــــــ إليه نعيم ما أراد اصطحابي
و بعثي جرى فيه الهوى و قيامتي ــــــــــ و ما عاد يجدي بعد موتي عتابي
طرحت سؤالا لا جوابا أريده ــــــــــ عجيب زماني منه زاد عجابي
و أبكي كطفل في ليالي فجوره ـــــــــــ هو المشتهي وجه الزمان اغتصابي
مصيري أراه في مسيري و بدره ــــــــــ ينير ضميري بالشعاع شعابي
.. .. .. .. ..
أصير إماما للبرايا بدعوتي ـــــــــــ يريد زماني بالبلايا عقابي
أموت شهيدا في ربيع الهوى أنا ـــــــــ أنال بميعاد الفداء ثوابي
و كم كنت أرجو في أماني ثوابه ــــــــــ و أعلن خوفا من عقابي انسحابي
كمثل الهشيم القلب بالشوق يكتوي ــــــــــ و ألقى بطول البعد عود ثقابي
يكون ذهابي عن حياتي و بعده ــــــــــ جنون المنون المر يجري إيابي
الآراء الواردة في هذه المشاركة تعبر عن رأي صاحبها فقط.
حامد الشاعر، من مواليد مدينة العرائش، حاصل على الإجازة في الحقوق؛ شعبة القانون الخاص. ينظم الشعر العربي و يكتب مقالات صدر له ديوانين الأول “تباريح الشوق” و الثاني “لواعج المحبة” الثالث سيرى النور قريبا. عرض شعره مرتين عبر أثير الإذاعة، كما نشر في عدة جرائد ورقية و رقمية.
اترك تعليقا