قد كنت عبد الهوى شعري يحررني ـــــــــ في مجده سيد الأسياد يظهرني
ربي إليه و بعد التيه أرشدني ـــــــــ بالحب خيرني فيه و يجبرني
بيت القصيد له السر العجيب به ـــــــــ عيني ترى العالم الأحلى و يأسرني
بالشعر لا أحدا يا نثر يهزمني ـــــــــ و الحبر يجري يراعي فيه ينصرني
شيطانه قد غوى شعري و يفتنني ـــــــــ كنت الملاك الذي يهوى و يسحرني
.. .. .. .. ..
يلهو كشمس الضحى في الصبح يكبرني ــــ يزهو كبدر الدجى في الليل يصغرني
إلهامه بعدما أنسى ملامحها ـــــــــ تلك التي ألهمت فكري يذكرني
أغنى فؤادي زمان الشعر ألهمني ـــــــــ من قبله العالم المجنون يفقرني
كل المعاني مباني الشعر ترسمها ــــــــــ مثل الملائكة الأفكار تحضرني
و الحب في قصره المجنون يأسرني ـــــــــ و الحزن في قبره الملعون يقبرني
.. .. .. .. ..
فيه لكل الغواني في مدى شغفي ـــــــــ أن أصبح العاشق الولهان يضطرني
صبري كقبض على جمر و ربته ــــــــــ كالزهر في زهرة الدنيا تصبرني
أشتاق في حضرة الأحلام ملهمتي ـــــــــ سيف التنائي إلى شطرين يشطرني
فوق الثريا ضياء الشعر يرفعني ـــــ تحت الثرى الحزن مثل الموت يطمرني
أبدي سلاما و عين الحرب تحسدني ـــــــــ أغدو كلاما فم الأزمان يهذرني
.. .. .. .. ..
حبي جنوني سكوني فيه يحضرني ــــــــــ ربي على الحب يا محبوب يفطرني
تهوى النجوم إذا بدر السماء هوى ــــــ كالأرض أبدو و وجه السيل يحفرني
مثل الفتاة التي تزهو محاسنها ـــــــــ حسن القوافي سبا قلبي و يبهرني
من سكرة الحب كالمجنون يشعرني ــــــــــ كالخمر في كأسه البلور يسكرني
شيطانه الشعر في الدنيا ملائكتي ــــــــــ تشدو له بالوجود الحر يشعرني
.. .. .. .. ..
في سنه الشعر مثل الطفل يصغرني ـــــــــــ في سنه النثر مثل الشيخ يكبرني
كالنور يسحرني كالنار يصهرني ـــــــــ كالماء من نجسي الدامي يطهرني
طوق النجاة بها دنيا الحياة ترى ـــــــــ و الشعر من كله قيدي يحررني
كالطفل عن عالمي بالعلم يسألني ــــــــــ يعطي جوابا عن الأخبار يخبرني
في كل مسألة بالربح يربحني ــــــــــ ما إن يجور زمان الناس يخسرني
.. .. .. .. ..
أفنى شهيدا به في الناس يعرفني ــــــــــ أحيا فقيدا به ما عاد ينكرني
في كل وجه العدى كالسيف أشهره ـــــــ في شهرتي الشعر بالإشهار يشهرني
كل الثغور به إني أحررها ـــــــــ لكنه من حياة الناس يدحرني
مثل الشتاء أتى يحيي الربيع به ـــــــــ قلبي بكل الهوى الفتان يمطرني
أبني العرين له كأنه أسد ــــــــــ مثل الفريسة بالأحضان يهصرني
.. .. .. .. ..
في النقل تبقى أساليبي التي حسنت ـــــــــ و العقل كالحقل ينهاني و يأمرني
قد كنت طفلا الهوى فيه و يتعبني ــــــــــ كالشيخ أغدو نذير الشيب ينذرني
و الشوق نار هي الأشواق تحرقني ــــــــــ في كل بعضي تذيبني و تصهرني
للعلم نور به عقلي تقدمه ــــــــــ في ظلم ظلمته جهلي يأخرني
و الحزن زلزاله يأتي على جسدي ـــــــــ و الروح فيه إذا ناحت يدمرني
.. .. .. .. ..
يبقى خلودي على أسفاره قدري ـــــــــ و الدهر يقهرني كالسيف يبترني
أبكي كطفل على أمي و يحزنني ــــــــــ همي و وهمي الذي أحياه يقهرني
أمضي إلى غايتي في آيتي عجبي ـــــــــ حبي أوفي به الأزمان تغدرني
و الشعر حتى إذا بالموت أهجره ـــــــــ في العمر يسكنني ما كان يهجرني
و الروح يملكها أعطي له جسدي ـــــــــ في كل عمرانه المبني يعمرني
ما بين جنته و النار خيرني ـــــــــ بالعطر أجواؤه المثلى تعطرني
.. .. .. .. ..
إن الذي لامني فيه بغيرته ـــــــــ إن يشرب الكأس منه سوف يعذرني
في حضرة الموت كالأعمى الزمان يرى ــــ في كأس كل سكور الحزن يعصرني
شعري على عاتقي كالنعش أحمله ـــــــــــ قلبي إلى أهله ربي يسخرني
و الشعر دنياه أن أختار أجبرني ــــــــــ بالنار أو بالجنة العليا يخيرني
كوني يراعي أمير الشعر يشعرني ـــــــــ كالبحر لما طمى الإحساس يغمرني
خمري بكأس التغني أحتسي و أرى ــــــــــ بدرا جميلا على الأشعار يشكرني
حامد الشاعر، من مواليد مدينة العرائش، حاصل على الإجازة في الحقوق؛ شعبة القانون الخاص. ينظم الشعر العربي و يكتب مقالات صدر له ديوانين الأول “تباريح الشوق” و الثاني “لواعج المحبة” الثالث سيرى النور قريبا. عرض شعره مرتين عبر أثير الإذاعة، كما نشر في عدة جرائد ورقية و رقمية.
اترك تعليقا