أخشى دائماً البكاء .. لكني لا أخشى كتابة أي شئ …
الكتابة بالنسبة لي .. ملجأ ، كلما ضاقت بي الدنيا .. أهرب بقلمي إليها.
وها أنا هاربُ الأن معهم كعادتي …
ولأول مرة أكتب والدموع تسقط من عيني ، ليست من قلمي فقط …
فالرجل لا يبكي إلا إذا أصيب بجرح لا يلتئم أبداً ، وبالأخص إن كان هذا الجرح من أقرب الناس إليه …
وها هي أبنتي بعدما جرحتني ، تزداد في الجرح عمقاً ، كل يومٍ أكثر من ما سبق.
كنت فرحاً لما كنا فيه …
فربيتها ، وعلمتها ، وحرمت نفسي من كل شئ .. حتى أُشبع رغباتها ، وألبي طلباتها …
حرمت نفسي من الطعام وأنا جائع .. كي تكون شبعانة ، حرمتُ جسدي من ملبس جديد وتركت القديم يذوب علي كَتِفي .. حتي ترتدي هي أجدد شئ …
رفضتُ الزواج مرة أخرى .. وأنا في أمس الحاجة إلي أمرأةٌ تراعاها في صغرها ، وتُخفف من علي الثقل ، بعدما توفت أمها فور أنجابها ، وكل هذا كي لاتشعر يوماً وإن كان بين نفسها وهي تغلق علي نفسها الباب ، أن لديها زوجة أب ، وألا تشعر بأية حساسية منها ..
سهرتُ الليالي .. وتنقلت من مكانٍ لأخر ، وعملت بدل الوظيفة أثنان وثلاثة،
كى لا تكن أقل من زملاتها ، ولتكن بمستوى يليق بها وألا يقل عنهم شيئاً .
وبعد كل هذا فالأن تعتقد أنى حرمتُها من حبيبها ، ومنعتها من الزواج منه ، ذو الغنى الفاحش والثراء والسيارات الحديثة ، الذى يعد ابن أحد كبار رجال الأعمال .. الذى ظل يطاردها ويصارحها بحبه ، حتى أوقعها فى غرامه وعشقته …
فالحقيقة كنت أتمنى أن أرفض هذا الزواج حقاً ، فكنت لا أريد أن يظن أنه ابن الباشا الذى تزوج من ابنة خادمه ؛ لكنى فعلت عكس هذا طلاما كانت راضية ..
وقابلته وجلسنا نتحدث سوياً وأستمع له ، ولم أمانع من حبه لها وأحترمته حينما جائنى وطلبها منى .. ونظير هذا وافقته ، بل وطلبت منه أن يعاملها كما أعاملها ، وأن يضعها فى قرة عينه كما أفعل حتى يومى هذا ، وألا يجرح قلبها يوماً ، فلا أدرى ما سيبدر منى وقتها …
وعاهدنى بذلك .. ووافق على كلامى ، وصدقته كما صدقته ابنتى …
وعدنا لنتقابل مرة أخرى ، ولكن فى هذه المرة كي يخبرنى بصعوبة الأمر ورفض عائلته التام من هذا الزواج .. ؛ وبالرغم من حسرتى لما سيحدث لأبنتى ، قابلت الأمر بإبتسامة ، وأخبرته أننى قبلت وجوده فقط لأنه فعل الأصول ، ودخل البيت من بابه ، رغم أنني لم أنظر لفارق المستوى بينه وبينها .. لا أقصد الفارق المادي وغناه ، بل الغنى العلمي ، فأنا لم أعلق .. وقبلت وجوده ، رغم كونه يحمل شهاده إعدادية .. وأبنتي في كلية الهندسة ، ولم أحبذ أن أزداد في الحديث حتى لا يزداد الأمر سوءاً …
وأخبرته بعدم استيائي .. وتقبُلي للأمر ، نظراً لقرائتي حدوث ذلك من البداية بحُكم السن وخبراتي في الحياة ، وذكرته أيضاً بما عاهدني به .. وعدم تنفيذ وعده ، ليس لسماع تبرير أو من أجل أن أسترد بعضً من كرامتي ، لكن ليُصلح هو الأمر من ناحية أخرى …
فعاهدته وجعلته يعاهدني ثانياً .. وطلبت منه ألا يخبرها بحقيقة الأمر ، ورفض عائلته لهذا الزواج ، وإن يجعل الرفض من ناحيتي أنا ، لا أنكر أنه من أجل الكرامة بعض الشئ ، لكن والله حتى لا تُجرح أبنتي مِن مَن أحب قلبها …
لم أفكر لحظة أنه قد ينقلب السحر على الساحر ..
وفجأة وجدتُها تلومني … وتُحدثني بحدة ونفر ، وتخبرني أنني سبب تعاستها وحزنها في الدنيا ، بل وزادت في الجرح عمقاً أكبر حينما علِمت بزواجه ..
لكنها لم تعد تلك المرة تلومني فقط ، فقد عادت بوجه شيطاني لم أعتاد على رؤيته منها ، وجائت تشُدني من قميصي بقوة حتى أوقفتني ، وظلت ترج بي وتصرخ بوجهي ، وتخبرني بمدى كُرهها لي ، وكانت تلك الكلمة وكأنها صاعقة ضرب
بقلبي والتي من بعدعها كرهت حياتي ، وأحتسبت نفسي ميتاً بعد أن دفعتني في صدري وألقت بي ساقطاً على الأرض وعيناها تملئُها الشرارة ، ولم تفكر لحظة في من تفعل هذا ، ومن هذا الذي ملقي أمامها مغموراً في البكاء …
كنت قادر على أن أُلقنها درساً وأطيح بها ضرباً وأقسوا عليها أكثر من ما فعلت ، لكني رفضت هذا ، ورفضت أن أراها مكسورة الجناح ومتأذية مني ، وبالأخص لعلمي ما بداخلها من حزن …
ولو علي فأنا لن أحزن .. ولن أكرهها أبداً ، حتى بعد فعلتها هذه ، فأني دعوت الله ألا يحاسبها عن ما فعلت ، وأن ينظر إلي ما كانت به وما بداخلها من ضيق .. وأنها كانت بحاجة لشئ تفرغ فيه طاقتها ، فأستعوضت الله أني كنت هذا الشئ الذي فرغت فيه كبتها …
ف والله يا أبنتي لو كان بيدي ، لكُنت قد زوجته لكي .. وجلبته بأيه طريقة وأي ثمنٍ كان ، حتى إذا كنت مضطراً لخلع ملابسي وبيعها ، وأسير في الطُرق عارٍ…
وأقسم لكي لو كان حدث ذلك لكنت أتقبل الأمر وحينها لن اشعر بأي أذى .. وسأنسي أي مشاقة علي الفور ، نظير أبتسامة سأراها علي وجهك يا أغلى ما لدي ، ولكن كيف ستكوني أغلى ما لدي وأنتِ كل ما لدي ، فأنتي نفسي وحصاد عمري ، ليس مجرد كلمات فقط ، فأنتِ من رأها قلبي قبل عيني ، وأنفطرت روحي معكي حينما أبتسمتي ، وأرتجف جسدي وقت ما شعرتي ببردٍ ، وأنهار عقلي حينما تعثر تفكيرك ..
أنتِ أبنتي … وأسف يا عزيزتي ..
أسف أنني كنت حياً في الدنيا ، ولم أقدر علي جلب شئ أردتيه وتمنيتيه يوماً ، لكني أقسم بمن تهتز له السموات السبع .. أنني حاولت …
وأقول لكي وبكل خجل أسف .. حقاً أسف …
( ونظراً لعدم وجود فائدة من الأعتذار ، فسأصلِح كل شئٍ الأن مهما كان الثمن )
والدك: فاروق….
.
.
حاتم إبراهيم – مصر
حاجة روعة بجد أيه الجمال دا .. بالتوفيق للكاتب ❤️❤️
ربنا يخليكي يارب تسلميلي ❤️❤️
الله ع الجمال .. قصة ممتعة جدا ❤️
دا شرف كبير ليا❤️❤️
ماشاء الله أبن مصر حاجة مشرفة موفق بإذن الله وفي تقدم ديماً يارب وننتظر المزيد ❤️
ربنا يخليكي يارب❤️❤️
عمل جيد جدا ، لغة جميلة طريقة سرد جميلة بالتوفيق ❤️
دا شرف ليا انها تعجب حضرتك ❤️❤️
حلوة
❤️❤️❤️❤️
أستمتعت حقيقي ، وننتظر المزيد
بالتوفيق لكم جميعا
ربنا يخليكي يارب .. بإذن الله ❤️❤️
حبيبي الغالي
ربنا يوفقك ديما ومن نجاح لنجاح يارب ??
الغالية ربنا مايحرمني منك❤️❤️
وجعت قلبى وخلتنى ادمع ??
بجد رووووعة ربنا يوفقك ومن نجاح لنجاح يارب ??
مستنية اشوف اعمال تانية وتكون حلوة كده ❤❤❤
حبيبة قلبي ميحرمنيش منك ❤️❤️
حلوة اوى ربنا يوفقك??
ربنا يخليكي يارب❤️❤️
حاجة جميلة وقصة روعة .. ربنا يوفقك ديما يارب?
ربنا يخليك ❤️❤️
ممتعة فعلا وفي غاية الجمال??
❤️ربنا يخليكي يارب الحمدلله انها عجبتك❤️
جميلة الله اكبر?
❤️ربنا يخليكي الحمدلله ❤️
هذه القصه والله روعه وايد وايد ♥️
شاكر ليك اخوي❤️❤️
مشوقة جدا وحبيتها من قلبي
❤️❤️شرف ليا ووسام ع صدري والله❤️❤️
ذرفت مني الدموع هالحين ?
تبارك الله ما شاء الله
❤️❤️ربنا يبارك فيكي❤️❤️
رووووووووعة
❤️تسلمي❤️
عاش بجد حلوة اوى ? بالتوفيق للكاتب ❤?
حبيبي ربنا يخليك ❤️❤️
Wow ? Sweet too .. excellent writer ❤ Good luck always ??
??Excellent