آه لو كان من حقي الكلام-اكثر-
لم أنم جيدا ليلة الأمس ،سيل عارم من الأفكار المتضاربة تدفق في رأسي كنهر ضاقت ضفتاه عن احتواء كمية المياه العكرة المنسابة في مجراه.
لوقت ليس ببعيد كنت أشعر أنني لازلت ذاك الأمير يمتشق سيف الحقيقة، رافعا راية الوفاء يمضي على صهوة جواده بلاقناع ،بقلب شاعر وروح مغامر، يجوب السهول والوديان يبحث في كل بقعة.
عن مساحة متاحة للصفاء والنقاء
ماذا دهى هذا العالم ..؟
في كل مكان استئصال لقيم الإنسانية والعدالة وغياب لأبسط مقومات المنطق والعقل في الأقوال والأفعال ، الحق غريب والباطل يبدو خالد ويتمدد ،الذيل مقدم على الرأس، والحذاء على الكتاب، ودور اللهو على دور العبادة والمكتبات، الطمع والأنانية المفرطة والغرور، حب الآنا والتسلط وعنصرية وصلت لحد الوحشية ، أغلب البشر مهطعين ” وكأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة “. وأصعب مافي الأمر أن كل تلك الصور المأساوية نجدها ماثلة أمامنا ساخنة تقول لنا أن هذ العالم ينحدر للهاوية وما نحن إلا بيادق تحركنا أصابع عابثة لاوجه لها ولا عنوان..!
لامظلة تقينا من حر ولا دثار يحمينا من قر، صخرة سيزيف بيد كل منا عبث ندحرجها للقمة تحت لهيب الشمس وكأننا في عصر الأغريق مستسلمين لأساطير الرق والعبودية متناسين من نكون ولماذا خلقنا.
سقى الله أيام المذياع أقله كنا نسمع ولانرى..
لم أجد مع هذا الصباح إلا نبع الحنان ، اتصلت بها ابثها بعض همومي ومخاوفي ،نهرتني بشدة حين ابديت بعض تذمر وإحباط ،سماع صوتها المطمئن كان كافيا ليمدني بجرعة تفاؤل احتاجها فعلا ومنحنى الحافز لمواصلة المشوار ، فقد كان جوابها لكل تساؤل:
– لاتخف، الله معك.
جمال كريم – مولاي بوعزة
اترك تعليقا