لطالما كان لجدالاتنا ونقاشاتنا، سواء تلك التي في المقاهي أو في البيوت، نشوة ننتشي بها لنكظم غيظنا. تلك الأحاديث التي كانت غالبا تشمل الجانب الاجتماعي… نستيقظ وننام على أقوال اعتباطية مرجعها الوحيد هو تلك النظرة الخاطفة والسطحية للواقع الذي نعيشه.
كنا ولا نزال منذ أسلافنا القدامى، إلى يومنا هذا كبيادق يلعب بنا من هم أذكى منا، أو إن شئنا الدقة، من هم أكثر منا حيلة.
نجتمع على نقاشات، وإن صح التعبير، على ترّهات نستند بها لعلها تأتي ببعض الحظ أو تضمن لنا حاجياتنا. ولو مرةً تَغَيّر شيء، كل ما تغيّر هو نبرات أصواتنا، وبعض من ألفاظنا التي لا معنى لها.
إن معظم نقاشاتنا تتنافى مع المنطق، ولا تحترم أي قاعدة من قواعده، لكن لا أحد منا يعترف بأنه يضرب في المنطق، لادعائه أنه يعتمد على أمثلة من الواقع في أحاديثه، وهنا مربط الفرس، وهنا يَكمُن الإشكال:
– هل عالجنا تلك الأفكار التي استنبطناها من الواقع المعاش قبل الشروع في تبنيها ومناقشتها
- وهل غصنا في كنه تلك الاستنتاجات للتعرف عليها عن كثب أم أننا عالجناها بطريقة سطحية؟.
إن المشكل الذي يتربع على عرش الفكر ” البشري” الذي أدى إلى انحطاطنا نحن العرب وتجاوزه الغرب، هو أننا نفكر أكثر مما ننظر، لأن التفكير في واقعنا الحالي شيء، والتنظير له شيء آخر.
إنّ طموحنا في طرح هذا النقاش، ليس التوصل إلى صفاء الذهن، أو دقة التعبير، لكن طرحناه لاعتقادنا بأن نجاعة الفكر العربي مشروطة بمدى امكانية الفرد في التحليل والتفكير الموضوعي في الموضوع المطروح.
يقتضي التشعب في هذا الموضوع الوقوف عند أسباب عديدة نخص بالذكر سببين شائعين وأظن أن كل مثقف عربي ملمٌ بقدر منها:
– السبب الأول :هو نظرتنا الضيقة للواقع، لأننا عندما نناقش واقعة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وندعي أننا نناقش الواقع أو نحلله، فإننا بذلك ندخل في موجة من التناقضات، أي أن كل فرد منا ( وهناك استثناء) منذ ولادته حتى مماته عاش دون أن يتساءل عن مضمون الواقع.
-السبب الثاني : هو أن كلً منا يناقش الوقائع قبل أن يفهم الواقع، أو بعبارة أدق وجب علينا فهم ماهية الواقع كمفهوم و كأدلوجة، حتى نستطيع مناقشة تلك الوقائع بشكل موضوعي.
بطاش عفيفي، 20 سنة، مولاي بوعزة، سنة أولى ، شعبة الحقوق-فرنسية- بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس .
اترك تعليقا