قريتي اجزناية تقع نواحي مدينة طنجة لا تبعد عن المدينة سوى بضع كيلومترات، فيها غرست جدوري ، ترابها يأوي رفات اجدادي أبي وأعمامي وعماتي، وبعض الأفراد كان يجمعنا بهم النسب او القرابة ولو من بعيد رحمة الله عليهم جميعا. هي قرية نموذجية بنيت معظم بيوتها على سفح جبل صغير ،تتميز غابتها بكثافته اشجارها وتنوعها، متنفس طبيعي حبى الله به هده المنطقة، لها مكانة خاصة في قلبي ، لي فيها ذكريات وتاريخ ، صور واحداث محفورة في ذاكرتي ستبقى محفوظة حتى مماتي. سكانها أناس طيبون لكن كانوا دائما في صراع مع أبناء القرية من الجيل الجديد ، هم متمسكون بتقاليد وأعراف ورثوها عن الاجداد. نحن جيل يتطلع للمستقبل بنظرة حديثة ويرغب في التغيير خصوصا الفتيات التي كنت انا واحدة منهن ، قست علي قريتي ونعتتني بكل الصفات الغير المحتملة ، لا لشيء سوى لأني أردت البحث عن مستقبلي و تحقيق احلامي و متابعة دراستي ، تغيير نمط حياتي لذا عقدت العزم ورتبت حقيبتي وقررت الرحيل والاقامة بصفة دائمة في المدينة عند جدتي رحمة الله عليها ودعت قريتي الجميلة وانا غاضبة عليها لم تنصفني ولم تقف بجانبي رغم حبي لها وتمسكي بها وحلمي ان اتباها ، وان اعتز وافتخر بالانتماء لها .
مرت شهور واعوام وانا بعيدة ، لبست قريتي ثوبا جديدا وصلها العمران ، اختلطت فيها الوجوه اصبحت عبارة عن مدينة صغيرة، عندما ازورها احس بغربة وكأني اراها لأول مرة ، ليست القرية التي غضبت منها وهجرتها بسبب تعنتها ، هي الان ارغمت ان تتماشى مع العصر وان تخرج من النمطية وان تساير الحداثة ، وهدا ما كنت ارغب فيه لما هجرتها اذا رجاءً ، قريتي اعتدري واعترفي انك كنت قاسية علي ظلمتني ولم تنصفيني ، ونعتني بكل الصفاة الغير محتملة لا لشيء ، فحلمي كان ان تتغيري ويكون لي دور انا وجيلي في دلك، ادا اعتدري لي فهدا حقي وواجب عليك ، يكفيني ما عنيته منك من تعنت وظلم وقسوة فاعتدري لي قريتي الجميلة.
.
.
.
امال الإدريسي – طنجة
اترك تعليقا