هذا الكتاب، مؤلف الحساسية الجديدة للدكتور عبد المالك أشهبون كتاب رائع. لباحث رصين، تمثل الأساليب الأدبية ودرسها جيدا،قارئ عصامي كبير، وصاحب أفكار عظيمة، ومداخلات نيرة. الناقد المغربي المتميز إلى جانب أستاذنا الكبير في السرديات في المغرب والعالم العربي د. سعيد يقطين.
وقد فتحت لي قراءتي لهذا الكتاب ٱفاقا واسعة في مجال الرواية العربية، حيث شملت هذا البحث أشكال التحول الذي نهجه رواد التجديد في الرواية العربية الجديدة، ذات الحساسية الجديدة، ، من جوانب متعددة أجملها فيما يلي:
أولا: خروج الروائي الحديث وانزياحه عن المألوف والسائد من الكتابات الروائية التقليدية. بعيدا عن النمطية، والتوسل إلى تقنيات جديدة شملت عناصر الحكي، وتفجير لغة شعرية إلى حد ضياع المضمون. ولد لدى القارئ تخييب افق انتظاره عكس ما كان يألفه مع الروايات التقليدية.
ثانيا: يفترض هذا النوع الجديد من الكتابات قارئا متميزا قادرا على تحيين البنيات النصية للعمل الروائي الجديد، ولا يقف عند حدود التلقي بل يتجاوز ذلك إلى المشاركة في الخلق والإبداع في الٱن نفسه ( ياوس، نظرية التلقي).
ثالثا: محاولة الكاتب الإجابة على سؤال القراءة المبدعة المراقبة للكتابة الحديثة، فتحددت في القراءة المتفاعلة التي هي في الأصل نشاط ذهني يسميها ب ” القراءة الفطنة” التي تتطلب قارئا واسع الاطلاع وذكي قادر على ” استكناه عملية التحول الثفافي التي أدت بالروائي إلى تغييره رؤيته للعالم واستبداله حساسية بأخرى حديدة بناء على تصوره الأدبي.
رابعا: التركيز على المستوى الجمالي لتجديد ٱليات قراءة الرواية الحديثة،وفق استراتيجية قرائية منزاحة.
ولمعرفة بعض ٱليات التجديد في الرواية العربية ينتقل الدكتور عبد المالك أشهبون لتحليل ودراسة روايات إدوار الخراط على اعتبار أنه أحد أبرز رواد كتاب الحساسية الجديدة.
اترك تعليقا