عرفت مدينة أكادير، الواقعة جنوب المغرب، يوم أمس اكتشاف أركيولوجي هام يعتبر من بين أهم الإكتشافات خلال السنة الحالية، كونه يحمل جزءا من تاريخ مدينة أكادير الأثري الذي ضاع عقب الزلزال المدمر الذي عرفته المدينة سنة 1960.
هذا الاكتشاف الهام الذي تم تحديدا بقصبة “أكادير أوفلا” والذي يعتبر المركز القديم لمدينة أكادير قبل زلزال 1960، وقد ضم هذا الاكتشاف الباب الرئيسي للقصبة الذي يعود للقرن السادس عشر ، ومحراب المسجد الكبير وسور يعود للعهد السعدي.
الدكتور نعيمة الفتحاوي نائبة رئيس جماعة أكادير المكلفة بالشؤون الثقافية قالت إن الباب وُجد على حالته التي كان عليها خلال وقوع الزلزال ليلة 29 فبراير 1960 على الساعة الثانية عشر إلا ربع ليلا، حيث وجدت إحدى دفتيه مُشَرَّعة والأخرى مُغلقة وكأن الزمان توقف منذ لحظة الزلزال، وأضافت أن نوعية الباب مكونة من مادة الخشب، سميك بني اللون، تآكلت جنباته بفعل العوامل الطبيعية ومياه الأمطار المتدفقة الى الركام خلال ستين سنة التي خلت.
كما كشفت الأبحاث التي أشرف عليها فريق بحث مغربي – إسباني عن بقايا السور السعدي وعن الممرات “تِسْواك”، وعن محراب المسجد “تالِيمامْت”، وآثار صفوف المصلين، ومكان الوضوء “لْمْياضِي”: وفي الجهة الأخرى تم العثور على الرحى الكبيرة “أزْرْگ”؛ الذي كانت النساء يطحن فيه الحبوب في الجانب المقابل للبحر و إضافة إلى مجموعة من الأواني الخزفية والنحاسية.
من جهة ثانية صرح الحسين، وهو أحد المشتغلين في المجال السياحي بمدينة أكادير، أنه جد سعيد بهذا الإكتشاف والذي من شأنه أن يعيد جزء من تاريخ المدينة الذي فُقد وهو ما سيكون فرصة لتشجيع زيارة المدينة، وأضاف أنه يرجوا أن يتم تثمين هذا الإكتشاف بشكل جيد ليحقق انتعاشاً سياحياً للمدينة.
السيد مبارك المتوكي، وهو سبعيني من ساكنة أكادير، ممن عايشوا الزلزال، تمت دعوته للحضور للإعلان عن هذا الإكتشاف، يحكي عن تفاصيل ليلة الزلزال المروعة والتي شكلت مأساة حقيقية لألاف الأسر التي فقدت ممتلكاتها وأفراد منها، واسترسل في وصف تلك الليلة بحسرة وأسى.
جدير بالذكر أن القصبة بناها السلطان محمد الشيخ السعدي للتصدي لهجمات البرتغاليين خلال القرن السادس عشر، وقد ظلت تشكل المدينة الرئيسة والتجمع السكاني الأول في المدينة.
اترك تعليقا