في لب الليل استيقظت مفزعا من جراء أحلام عانقت روحي رفضت مدلولها ولم أستطع النوم من جديد ، فقررت ارتداء معطفي فوق بدلة النوم و انتعال حدائي وخروج من غرفتي ، فنزلت الدرج مخدر التفكير بها ، استرجعت أنفاسي حتى قرب الخروج من الباب المنزل المطل على الشارع ، استشعرت أنه أشبه بكابوس يمزج بين الواقع والخيال مغلف بأحاسيس الغرام .
[ ] حاولت سيرا لتعديل نفسيتي ، وإطلاق العنان لمخيلتي لتفكير بها كما تريد ، وأنا أخطو متيم بنشوة عشق متناسيا كل شيء يهم حياتي ، اصطدمت بوجود عجوز يعيش في تمانييات من عمره نحيل الجسم دو شعر كث يرجعه إلى خلف ، وعينين هادئتان تميلان إلى خضرة الربيع قبل أن يهاجمه الصيف ، يجول الشارع في هذا الوقت المتأخر من الليل وقبل مسافة قريبة من تقاطعنا، وقف ووقفت بعده دون أن أشعر أو يجولني أي إحساس حيث ضحك وأغمض عينيه وتفوه قائلا : بصوت مسموع
[ ] في حر الليل يجول يحاول نسيانها…
[ ] فارتسمت البسمة على وجهي غصبا عني ، و تسألت على جناح السرعة مع نفسي كيف له أن يدري ما يطبع نفسي من أحاسيس ، هل هو عشق مستفيض ينتاب محياي أم مضمون كلماته وليدة الصدفة …
[ ] اكتفى بتحديق بي وأنا أتساءل ، وأتمم حديثه مصيبا الجدلية العصية عن الجواب ، مما جعلني مشلول جسم أنصت ، أراقب شفتيه تُلْحَم أحرف كلمات .
[ ] بالقول :
[ ] لا يفيد الندم في الوقت الذي ينتهي فيه كل شيء ولا توجد فرصة للبوح ، ولا توجد فرصة ، ولا توجد .
[ ] كرر هذه الكلمات بصوت مجلجل فضيع الإحساس كأنه يحاول أن يجعلني أشاهد الشريط من نهاية إذ تُرِكت أمور على نصابها تتدحرج .
[ ] تم أتم حديثه تحث مسامعي:
1. ما يختلج صدور يسكنها إلى الأبد إذ لم يخرج إلى الحياة ، ويزداد تأججا كلما حاولنا إلزامه الجلوس و اقتلاع روحه .
حاولت مقاطعته قبل أن يكف عن كلام بقول : لكن أحيانا …
فأجهش بعينه كأنه يأمرني بصمت حتى ينهي حديثه فانتظرا هنينة قبل أن يتابع كلامه …
مما جعلني أتمم حديثي مع نفسي دون أي يُعْرَضْ أمامه .
لكن أحيانا ما يداهم القلوب لا تتوفر له شروط الحياة ، كرسام يملك لون لا مكان له في لوحة .
فتابع قائلا : على أفئدة أن تطرد ما تحتويه من مشاعر لاعتناق الحياة كفرصة للعيش ، دون اعتبار ما هو موجود وما يُخمنه العقل .
استشعرت كلماته أخيرة كرصاصة تدمي جسمي تأثيرها خيم على محياي ، الشيء الذي جعله ينتابه البكاء دون أن يدرف مما جعلني أزحف اتجاهه لأعانقه مدركا أنه عاشق أزلي تذوق رهيق قصتي حتى النهاية .
اسماعيل بخوت – مدينة الدارالبيضاء
اترك تعليقا