هنا الليل قابع في الذاكرة
وهنا صوتك ضائع
كقطعة بوزل
أُدرك أن صورتك لم تكتمل بعد
ودونك لا اتساع للحلم
حتى العقارب جفَّ سُمّها
أصبحت لا تتقن التصويب
أخبرتني أن الأماكن تضجُّ بطفولتي
وأخبرتك أن صوتك هو من يحرسني
يقينا سنين البعاد
صوتك حارسي بالليل
يُدثرني لأتوارى في مهب وسادتي
صرتُ عارية منتعلة أرضك
أرتدي عطرك فقط..
أتلفتُ الرقص بيدي البلهاء
أحاول قرع السماء
لتنزف وتهطل معي
لن نغفو.. لن نموت..
كل ما هناك قصص لم تكتمل بعد
قصص لم تحترق بعد
مولودة دون صوتك
مولودة دون دمعي دون دمي
كنتُ قد أن أنسى صداك
رغم بأسي كأنثى الزنابق
يلطمني نداك بغتة
حتى يرفو قلبي بالحياة
تعلم أني أتلون تعبا كالحرباء
وتعلم أن روحي بيضاء كصوتك
هنا أشياء أخرى أثقلها غيابك
بصيص يترنح من حولي
يتأمل جوف صدري
ليخترقني كالنخلة المشتهاة
لم أرى صوتك بعد
تلك العرافة أمامي
تسافر بي في قعر فنجاني
تبحث معي عنك بشقاء
تدفن سرنا بين الكلمات
لم تشأ نحتك في كفي
فتحتْ شهيتي لغناء باذخ
كي أزهد في الفرح أكثر
لم ألمس صوتك بعد
التيه عناوين لأناي
عيناي مكسرتان
الليل طويل لن يموت
قيدني.. أسقط قوتي أرضا
حتى لا أنام أبدا
الريح تنفخ في قبضتي
أحس بوجع زناد
أسائل عني في المرآة
أجمع شظايا الأحزان
لا لون للأحزان
لا مرفأ لي هنا
لا حقيقة لي هنا
لا صوت لك هنا
لا وردك أسقيه هنا
لا ميلاد للأشياء هنا
تضخّ صرختي هنا
تنتظرك وأنتظرك كي أكتمل!
.
.
.
ابتسام الحمري – مدينة تيفلت
شاعرة وزجالة، لها ديوان زجلي “حاجيتك وجيتك” و ديوان شعري “مجنونة قيس” حاصلة على عدة جوائز في صنف الشعر ولها مشاركات في محافل أدبية ثقافية عديدة..
اترك تعليقا