وحيد مع نفسي .أدور وأدور .المارة ينظرون الي بخوف .يرونني غريبا عنهم .لست مثلهم ولا مثل الاخرين .لا تهمني نظراتهم.اسير ببطء .وصلت الى زاوية الشارع .جلست على قارعة الطريق .اسب العالم ونفسي .احشر يدي في جيب سروالي باستمرار ،اتفقد اللاشيء ،احدق في الفراغ ،اقرأ المتعوذتين على كل الذين يمرون قدامي
متسول هرم .فمه ادرد .وجهه عبوس .مد لي يده قائلا :
-بركة في سبيل الله
لم اكترث له ،يحدق بي باستمرار .احدق في الفراغ .لزمت الصمت ،تأملني من اخمص قدمي الى قمة رأسي .قال مودعا اياي :
-انت بحاجة لمن يتصدق عليك اكثر مني .دمت بخير ايها الغريب
ضحكت في سري ،تنفست الصعداء ،طردت عني توتري وقلقي ،قلبي ما يزال يخفق بعنف .أنا لست أنا .شيء ما تغير .صرت غريبا بغتة ،نهضت بصعوبة .نفضت عني الغبار .مشيت.هبة ريح صفعت خدي ،وجع في رأسي ،امشي ماسكا جبهتي بيد اليسرى .دخلت الى اول مقهى رأتها عيناي
النادل يخرج الدراهم من جيبه ،يعدها ثم يوليها الى من حيث اخرجها ،يدور ويدور ،يوزع الشاي والقهوة على الزبناء .استرحت .خف تعبي .بعد فترة وجيزة ،اشرت للنادل قائلا :
-قهوة بالحليب
حرك رأسه موافقا لما قلت
ثلاثينية نزلت من سيارة أجرة .وقفت ف باب المقهى .حدقت في الجميع ودخلت .مرت قدامي ،سألتني باسمة :
-يمكن ان اجلس ؟
وافقت
جلست ضاحكة .تنفست الصعداء .وجهها مصبوع بمساحيق التجميل .تحدق في المارة باستمرار .
اتى النادل .قدم لي ما طلبت ،الابتسامة لا تفارقه .شكرته ومضى ،رشفت من قهوتي .حدق بي الثلاثينية وقالت :
-انت لست مثل الاخرين ،لماذا انت غريب ؟
ضحكت .شربت كأسان من الماء ،نهضت وأنا اردد :
-لا اعلم .اظن ان الذين كان جالسا معك ليس انا .انا انسان اخر
إلياس الخطابي – مدينة الحسيمة
اترك تعليقا