تخالطت عنه فوضى الحواس فتدحرج ضائعا مع أمواج أكما قاصدا معقل السافلين أو أرض زيكولا وزوابع أنتخريستوس الأسطورية تراوده من حين إلى حين، وما لبث إلا أن استسلم خاطره خاضعا لقلب أنثى عربية أو عبرية، فأحببها أكثر مما ينبغي، لكن علاقته صفدت بقواعد جارتين حتى لا يضحى خائنا أكثر مما ينبغي، وحدث يوم الجمع تحت السقف الواحد وليته لم يحدث، وكان حديث الطرفين: “أنت لي”، “أنتي لي”، وانتهى السهر بعبارة فلتغفري؟
ذلك هو سفر الكتابة القلمية الذي انبثق من ولاية مستغانم وهيج معه جموح الأحاسيس، وأجج سيلان العواطف نحو الأقلام، ونجح في نسج معالم جيل شبابي مهووس بالرواية الجديدة، التي نادت من ناحية المضمون بتهذيب الأحاسيس وترقيقها ولينها، أما في ما يخص البنية المفاهمية فقد جنحت إلى تلميع وجهة المحسنات البديعية؛ وطغت في هذا الصدد صور الاستعارات والتشابيه والبلاغات والأوصاف المبالغ فيها على تركيبة الرواية الجديدة.
ألفنا جر ميول أقلامنا إلى بر أمان الكتابات المسلية، وخط كل ما يروج هواجسنا من خواطر وأفكار وهمسات قلمية رنانة. لكن وخلافا لما تمليه رتابة الكتابة الاعتيادية البديعية، والتبعية البديهية لحملة الكتابة من أجل الإبداع الشعوري، كان لزاما علينا أن يحرك فينا مجد وتاريخ الهوية الإسلامية المتراس على حضيض أحزان نكبة العدوان المتصهينة، وفارس بوغاز الأندلس الفقيد، ودحر ما تبقى من النخوة العربية الإسلامية الأممية، نوعا من الحسرة والأسى على ما بلغناه من تغريب وتهجير، على تاريخنا وهويتنا ومجدنا وثوابتنا الإسلامية والوطنية الرصينة.
من المؤسف أن نقبر كنوز تاريخنا الذي لم نعرف عنه سوى ما علق في أرشيفات المكتبات الأجنبية، وأن نولي أهميتنا بدءا ذي بدئ بالكتابات الرواية التي استقت وجودها من المدارس الغربية الثائرة على أسس القيم الثابتة، وارتكنت إلى تبجيل مضامين الجسد بحذافيره، وأبت إلا أن تنسج معالم مجتمع انهزامي تبعي للضفة الأخرى، وقد تبدى هذا واضحا من خلال الحملات الاستعمارية الشعواء، والتي كان أشرسها غزو الفكر والهوية، وزحزحة أركان الثوابت الإسلامية والوطنية المقدسة.
ولا يخرج سياق خطاب المستشرق “شاتلي” في كتابه “غزو العالم الإسلامي، ص: 264” للغزاة من بني قومه بأية حال على هذا الصدد، حيث قال: “… إذا أردتم أن تغزوا الإسلام وتخضدوا شوكته، وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها، والتي كانت السبب الأول والرئيسي لاعتزاز المسلمين وشموخهم، عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية، بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وتاريخهم، وكتابهم القرآن، وتحويلهم من كل ذلك بوساطة نشر ثقافتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية، وتوفير عوامل الهدم المعنوي…” (إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة_ الحاج المكي الناصري، ص:4).
إدريسي أيوب – قرية تزكاغين
تحية فخر وإجلال لأستاذنا أيوب تحية أخوية ومسيرة موفقة
جميل صديقي أحسنت استعمال القلم. موفق في مسيرتك
تألق فاق حدود الإبداع و بسحر قلمك وحسن أخلاقك ملكت الجميع بقلبك الطيب وبحسن اسلوبك مسيرم موفقة ان شاء الله مع أطيب المتمنيات