وننسج الحروف المصلوبة…………
على أسوار المدينة
والشوارع الضيقة
تحمل بؤس النشيد
عويل الطرقات
ومجانية اللحظات اللقيطة
تدثر فاكهة الزمن
أبحث عن حروف إسمي
أَنتظر حين تصحو اللغة
من الآفات اليتيمة
أَزرع خطواتي
على بنفسجية الليل الهائمة
أتنفس عريي
لأكون
حين يستقل الصدى
على عكازة وهمي
وتنير شعاب المخيلة
ألوان الحضيض
مثنى
ذلك المساء
على أصداف
خلايا سراب حلم
ونبيذ الوعي
يسقي حظنا الميؤوس
حروف أجيرة
تسعى من وراء جلاد الكلمات
تئن لتنمحي
وتشق أوردة الصحراء المتعطشة فينا
والكأس يروي معين اللحظات
بثوب الفراق
لنحتسي ماء البحر
ونترك الباقي للسفينة
وللزوارق
حين يغمى على الشراع
لتغسلنا ثمالة الحروف
في حوض الموت
أنا وأنت
عابرون
على الشفاه الممزقة
بطعم الورد
وعلى كبسولة المسارح
في فضاء الدخان
رماد يبحث عن سيرة
يتلاشى الليل
في سعال النجوم
ويغمض القمر الآهات الحزينة
في جوف السماء
لنعانق المدينة في متاهة الرحلة
خطواتنا ضريرة
كرجفة الروح الأخيرة
وسواقي الظلام
تشرب لجة النجوم العذارى
نحمل نشيد الغمامة
كترياق
حين يجف الريق
لنعزف نشيد السكارى
في آخر حانة
نسيها الليل
بقلم بياض أحمد
مدينة الرباط
.
.
.
احمد المجاطي
ولد سنة 1936 بمدينة الدار البيضاء. حصل على الإجازة من كلية الآداب بدمشق. أحرز على دبلوم الدراسات العليا سنة 1971 ثم على دكتوراه الدولة سنة 1992 وذلك من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حيث اشتغل أستاذا جامعيا إلى أن توفي سنة 1995.
انضم احمد المجاطي إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1968. نشر نصوصه الشعرية بعدة صحف ومجلات: العلم، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، دعوة الحق، أقلام، أنفاس…
فاز بجائزة ابن زيدون للشعر التي يمنحها المعهد الإسباني العربي للثقافة بمدريد سنة 1985 وبجائزة المغرب الكبرى للآداب والفنون وذلك عن ديوانه “الفروسية”.
صدر له:
– الفروسية: شعر, الرباط, المجلس القومي للثقافة العربية، 1987. (سلسلة إبداع، رقم2).
سحائب من نشوة الغبار
للشاعر أحمد المجاطي
في الساحة
تصفع وجه النجم
أو تصوغ أشباحا
من خبب بطيء
والخيل تعلك المدى
تدك ألواحه
بالشد والمجدول والكمية
والكف في معارف الجواد
والوجه الذي لاح
من خلل الزحام
وعروة اللجام
للريح مرميه،
وتنتشي زغروده
تهل أو تضيء
ويستفيق الدلج في أحشاء باروده…
اترك تعليقا