أحمد الغرباوي يكتب: أنْ أحبّك..!

7 نوفمبر 2019

أعوامٌ وأعْوام..
ولَمْ يَصْغ لِكُلّ ما كانت تَصْرخُ به في اعتكاف صَمْتها؛ أمام ثرثرة حُبّه..
وعندما سألها بوشوشات روحه؛ كانت الجُمْلة الأولى والأخيرة:
ـ   كَمْ أنْتّ غَبي..!

لاموها:
– ولِم انتظرت طول هذه المُدّة..؟

تجيب:
ـ  لاجَدْوى مِنْ مُساعدة أحد؛ لايبغ أنْ يُساعد نفسه..
ووحدهُ؛ يُدْمِنُ خَدْر إصغاء شَجن روحه.. ويروح فى غفلة تراتيل.. ويتغايب فى تسبيحات وهم..

عاتبوها:
ـ لمدارت أنفاسك؛ ظلّ مُخْلصاً وصادقاً في حُبّه.. ولَمْ يضرّك..

وببسمٍ عَفوى تَردُّ:
ـ  لَمْ أُرد جَرْحه.. ولا قسوة في صَدْمة وَجْعَهُ..

وجرحوها:
ـ  الصّراحة في البداية أقل ألم.. وتحسم الأمر بمِشْرط بَتْر..

تتأمّلهم؛ وهى تفتحُ شِبّاك نافذتها.. وتزح ستارها الأسود عَنْ آخره:
ـ  كان مِنْ الغباء؛ ألا يأمل في دنو رج؛ كُلّما بَعُد الطريق، ويشتدّ به الألم..
فتعلّق بنشوةِ خَلْقٍ فَنّى.. يلتصقٌ ويتضفرٌ وتعلّق بشغف هَوْى؛ لم يذقه قط.ّ.
فقد كان يؤمن بدينِ الحُبّ..
ويرى أنّ الحُبّ سبيله الأوْحَد مِنْ الله إلىّ..!

عاجلوها.. وصاحوا:

ـ ……..  ….. …… …… ……

ولكنّها لم تسمع شيئا..!

وهى ترتدى الجيب (الجينز)، الذى كان يحبّه عليها، و(الكوتش الأزرق).. و..
وأسفل السرير؛ تركلُ حِذاء بكعب عالٍ.. كان يبعدها عَنْ حُضْنِ روحه؛ وهى بمَرْمى نِنّي عَيْنه.. وتَحملُ حقيبتها.. وتهمسُ:

ـ ومِنْ الغباء أنْ أخسر حُبّاً كبيراً..
رُبّما يكون آخر خَيْارات عُمْري.. ورُبّما غدا قَدْري..
من.. من يدرى؟

….
*
اللوحة المرفقة والنص من تصميم المؤلف..

 

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :