أحمد الغرباوى يكتب: و.. وأبداً لَنْ أبْكى!

6 يوليو 2019

الجزء الثالث

ولا يَزَل يحومُ بفرشك يَتهادى..

مَوْتٌ يتردّدُ.. لا يسكُنُ.. ولا يستأذن فى رحيل.. يعشقُ صافرة سيارات الإسعاف.. ويتنسّم بوح الدّمعٍ.. ويتوارى دِفئاً بثنايْا الوجع..

وحشٌ خُرَافىُّ رهيب.. يتتبعُ اشتهاء العسل الـمتقاطر من براء حَبْوِك.. و.. ويرتقبُ..

وأنّى له أنْ يتمنّعُ.. أو يرفضُ؛ مُنذ خلق البشر؛ وبعث الوجود..

أنا..

أنا أمْ أنت السّجين..؟

أنا أمْ أنت الهاربُ أم المُطاردُ..؟

أم هو قدر..؟

وأنت ياحامل القلب البتولِ..

ولعودك إلى حُضْنِ الله الحبيبِ؛ ألتمسُ وانتظرُ..؟

ربّى..
أهو لموتٍ.. بظُلمةِ أرض..

مَهْرُك ياملاكى كَىّ يُنِرُ قمر..!

فأيْن.. أين يقبعُ الخطأ؟

إصْفرارٌ مُخيفٌ ذاكَ الغروب الآفل.. بَيْن جفنيه شئٌ هناك.. وروح تنزوى وتتلاشى وهى تستغيثُ.. تختفى فى خطر.. الكُلُّ يغرقُ.. غرق..

لايهمّ أن يموت (أمس)..؟

و(الآن) بلا نجاة.. مَنْ يَدْرى..

ربّما القديرُ سَتَر..!

،،،،

ولدى..

وإنْ غَصْب عنك ترقصُ؛ لا..

لا تَحْزَن..؟

يوماً ما..

أنْتّ وأنا كُنّا بطلا مسرحيّة دون إطار

وقبيل أنْ نبتدى الحوار

تَنْتهى

تنتهى.. و.. ويُغْلقُ الستار!

لا.. لا تَحْزَن؟

ستغفو زمناً.. زمناً تغفوه ثم نلتقى.. وبجنانِ رحمن.. وفى أمان أيّها الشّاب النحيف تنامُ..

إنّها جائزة الصّبر والإحْسان.. عدالة سماء!

وحولك تحومُ الفراشات الملوّنة زفّ عُرس.. وبالمروج الخضراءِ؛ تتكشّف لك حقيقة زَيْف ووهم أرْض.. وتدرك كم فى السّفر والترحّال شفاء مُداء..

ولا..

لاتحزن على جَفّ صفاء نَهْر.. تلوّث عَذْبه؛ يوم تسقطُ دمعة حُبّ.. تذوب صدقاً؛ و.. وتُمَرّرُ طعمه..

غصب عنّه..

(إخلاصٌ) يُغْتَصبُ غَصب عَنّه..!

والقلبِ الذى يُحِبُّ فى الله؛ لا

لا.. ولَنْ يَتْخَلّى عَنْه من رُزق حُبّه أبَدًا..أبَدا!

فالله لا يسلبُ ما يَمْنحُ أبَداً..

إنّما ذُقت حَيْاة واحدة.. وما حقيقة العَيْش إلا هناك.. حين يلتحفك اليقين بذاكَ الفناء الرّحْبِ؛ مستغنيّاً بهبات الله عن خدر وجود ..

وكُلّنا سنكون هناك..

ونلتقى وقد خلّفنا جبراً السّلطة والمنصب والجاه والمال.. لن يُخلّد هنا أحد.. وعقارب الزمن ماضيّة لا تعبأ بأحد..

وينتهى عُمْر ليلٍ.. ليعسّ لصٌّ فاتن.. يتسلّلُ وصمت السَّحَر.. وعن روحى يحجبُ جمالك الأثير..

وسِمٌّ يجرى.. يعكّرُ عروق العنبِ الأحمر النقى.. رغم أنّك قَيْد السّكونِ أقرب.. وبسجنِ الفراشِ محاطٌ بكوابيس تابوت وتركُد..

وبين قضبان نافذةٍ تتطلّعُ وتشغفُ لصوت مؤذن.. فقط؛ ومن الله تتلمّسُ الأمان..

والفراغات لاتسمح لك بالمرورِ.. وأضيْق مِنْ أنْ تَعْبُر؛ وأنت فى ثقلِ قَهْر عجزٍ مُجْبَر..

من بين الجليد أنت.. زهرة تودُّ أن تفوح وتورد.. من

من أدرى..؟

ولشوارعِ الأحلامِ تعودُ.. تسيرُ وأفول وجه قمر..

تتأمّلُ حريف كُلّ مواسم عمرك عُرىّ شجر..

و.. وتواصلً الرحيل رمىّ حَجَر..!

ولن تجد غَيْر ما نزرعُ من حُسن عمل؛ وطيب سيرة؛ وقضاء حاجة؛ و مُكابدة إنكار جميل؛ وإنصاف مظلوم؛ و شهادة حقّ؛ وجهاد فعل عدل؛ والصّبر على بلاء إباء حُبّ فى الله دون ذنب..

هذا يناجى الربّ دعوة لك؛ وتتركه حصناً لأهل بيتك..
وأحسبك بإذن الله تكون.. و

وكُنت..!

(بَلْ تُؤْثِرُ‌ونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وَالْآخِرَ‌ةُ خَيْرٌ‌ وَأَبْقَىٰ(

صدق الله العظيم

….

 

 

 

 

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :