حينما يضحى الرجل بالمرأة ويستجيب لنزواته، ربّما تفعل أي شيء من أجل الانتقام لكرامتها وعمرها الضائع مع شخص لم يصن حبّها..
وللحقّ في هذه القصة الحقيقية التي نقلها برنامج “Discovery” تحت عنوان الإبداع في الانتقام، كان انتقام الزوجة مبتكر وغاية في الروعة.. وتم بكل هدوءٍ وذكاءٍ، واستطاعت أن تربح منه بعد الخسران؛ دون أن تتكبد عناء الذلّ والرجاء.
فبعد سبعة وثلاثون ﻋﺎﻣًا ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ يتخلّى (ﺟﻴﻚ) عن زﻭﺟﺘﻪ ورفيقة عمره (ﺇﺩﻳﺚ) ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ، التي أغوته بجمالها وصغر عمرها، واستغلت عشقه لها، وطلبت ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﺎ معًا ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ؛ ﺍﻟﺬﻱ كان يعيش به مع زوجته (إديث)، وكان يقدر بملايين ﺍﻟﺪولاﺭﺍﺕ.. وينصاع الزوج مغمى العينين.. مسلوب الإرادة.. مخدر الحسّ خلف رغبات حبيبته الشابة.. ويُمهل زوجته ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ثلاثة أيام ﻓﻘﻂ ﻟمغادرة ﺍﻟﻤﻨزل..
لم تبكِ الزوجة.. أو تجعل الحزن يعتصر قلبها.. كانت هادئة بعد تلقي الصدمة وامتصاصها، فتمضى ﺍﻟﻴﻮﻡ الأﻭﻝ ﻓﻲ جمع حقائبها وتعبئة أمتعتها.. وﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ تتصل بإحدى الشركات؛ تعمل في مجال ﻨﻘﻞ الأﻣﺘﻌﺔ، ﻟنقل ﺃﺷﻴﺎﺋﻬﺎ خارج المنزل.. وﻓﻲ اليوم ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ تجلس لأخر مرة على ﻃﺎﻭﻟﺔ الطعام المستديرة بغرفة الطعام، وأخذت تتناول عشاءها المكوّن من الجمبري وقطع الكافيار على ضوء الشموع الخافت وبعض الموسيقى الناعمة..
وبعد أن انتهت من تناول العشاء؛ تروحُ تجوبُ غرف المنزل ، كأنما كانت تودعها، ثم تلمعُ عيناها، وهي تنظر لقشور الجمبري ومخلفات الكافيار، وما هي إلا دقائق قليلة وكانت الزوجة تضع بحرفية هذه البقايا والمخلفات في كل قضيب من قضبان الستائر المعلّقة بغرف المنزل.. وبحيث تخفى عن الأعين..
بعدها قامت (الزوجة) بتنظيف المطبخ.. ثم رحلت.. ويعودُ الزوج للمنزل مع حبيبته الجديدة، ويعيشا سويًا هناك..
في الأيام الأولى كان كل شيء على ما يرام.. ولكن أيام قليلة، وتبدأ الرائحة الكريهة تفوح من كل أرجاء المنز ..
لم يعرفوا مصدر الرائحة.. ويحاولوا فعل أي شيء لإزالتها؛ من تهوية المنزل؛ ومسح الأرضيّات؛ وتنظيف السجاد؛ ورش معطرات الهواء بكل مكان، ولكن دون فائدة، حتى أنهم اضطروا لجلب شركة متخصّصة في إبادة الحشرات، قامت بنشر الغاز في المكان، حتى يتغلبوا على تلك الرائحة..
فاضطروا للبقاء خارج المنزل لبضعة أيام، وحينما عادوا كانت الرائحة لا تزال موجودة، فاضطروا لاستبدال سجاد الصوف الثمين، والتخلّي عن بعض المقتنيات شكًا بأنها مصدر الرائحة، ولكن كل هذا لم يأتي بنتيجة مرضيّة. .
بعد فترة أصبح الجميع يبتعدُ عن منزلهم، وقلت زيارات الناس لهم، كما رفض أي عامل دخول المنزل للقيام بأي إصلاحات بالداخل، ولم تستطع الخادمة الاستمرار في العمل؛ في ظل وجود تلك الرائحة العفنة التى لاتطاق، فتركت العمل لديهم وغادرت المنزل. .
ﻭﺃﺧيرًا لم يعد بإمكان الزوج (جيك) ومعشوقته الجديدة تحمّل المكان أكثر من ذلك، لذا قررا مغادرة المنزل، والانتقال لمكان جديد، فعرضوا المنزل للبيع ولكنهم لم يجدوا مشتٍر لمنزلهم ذو الرائحة الكريهة؛ حتى بعد تخفيض سعره إلى النصف ..
شاع خبر المنزلِ عفن الرائحة في جميع الأرجاء، ولم تعد شركات العقارات تقبل الذهاب إليه، أو جلب زبائن له، حتى أنهم توقفوا عن الردّ على اتصالات (جيك) الهاتفية، فيضطر لاقتراض مبلغ ضخم من البنك؛ كي يشتري منزلًا جديدًا يعيشان به..
أثناء تلك الأحداث اتصلت الزوجة (إديث) بـ (جيك)، وسألته عن أحواله وكيف تجري الأمور معه، فأخبرها بملحمة المنزل ذو الرائحة الكريهة، فتصغ له جيدًا وفي نهاية المكالمة تخبره أنها تشتاق كثيرًا لمنزلها القديم، ﻭ ﺑﺄﻧّﻬﺎ على استعداد لتسويْة أمور ﺍﻟﻄﻼﻕ في مقابل الحصول على المنزل. .
ولأن (جيك) كان يودّ التخلّص من المنزل بأي ثمن وافق على السعر الذي عرضته زوجته، والذي كان يشكل 10% من قيمة المنزل الحقيقية، واشترط عليها (جيك) أن توقع في نفس اليوم على عقد بيع المنزل، فتوافق (إديث) وهي في قمة سعادتها.
بعدها استعد (جيك) وصديقته لمغادرة المنزل، وﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ يقف الاثنان أمام المنزل ﻣﻊ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺣﻤﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻴﻬﻤﺎ، ﻭﻫﻤﺎ ينظران إلى عربة ﻧﻘﻞ الأﺛﺎﺙ وهي ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﻘﻞ ﻛُﻞّ شئ من المنزل المتعفّن إلى المنزل الجديد بما ﺫﻟﻚ ( ﻗﻀﺒﺎﻥ ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ) لتبدأ المعاناة مع الرائحة في المنزل الآخر من جديد..!
وعنداً فى الزوجة المسكينة؛ آثروا ألا يتركوا أعمدة الستائر..!
ويأخذان معهما ما سيفرّق بينهما لاحقاً..!
اترك تعليقا