أحمد الغرباوى يكتب: أنْت..!  – الجزء الثانى

31 مارس 2020

(الحُزْن) قد يكْسرُ القلب.. و(الغرور) يؤدّى إلى فشل..

لا جَدْوى؛ يدرى أحد الفرق بَيْن الحُزْنِ والحَزَنِ.. يعرفُ يقين القلب المفطور.. وَحْده الله القادر على إشْراقِ شّمس أمل..

وعندما لا تعرف روحك غَيْر لحنٍ واحٍدٍ حزينٍ.. ومِنْ أجْلك خُلق.. وبه ترضى وتقنعُ؛ فله إصغ..

مِن الحُبّ؛ ربّما ذاكَ هو قَدَرُكَ؛ فلا تُعاند فتُكابد ما لا يُطق.. ولا تبحث عن الدفء بعيداً.. بعيدا عَنك..

فأكثر الأمكنة والأزمنة برودة، تلك التى تخلو مِمّن فى الله يُحِبّك.. ليس فى الشوارع فقدك.. ذاكَ الصقيع الحقيقى ، بل فى البيوت.. والدفء الحقيقى يبدأ من قلبك.. لا تقف مصلوبًا.. تتأمّل مايشبهك بمرآة حُجْرة نومك..

 ومن (آخر) لا يجىء.. وغدا ضيْفاً عزيزًا لا.. طويلاً لا تنتظره..

لا تسكنُ و(المواقف) و(افعل).. لا تترقّب الغِيْاب و(احضر) .. عُد

ولا تُغَربل الظروف، ولـ (ثمرها) أقطف.. ومِنْ بَيْن (قضبانها الحديديّة) إهرب.. وبوهم يقظة حلم؛ لا تتجمّد رؤايْات  عابر سبيل؛ يربتُ على جبينك..و.. و(تحرّك(..
فالصّمت الطويل انتظار ما لن يجىء؛ مقبرة (حَيْاة).. ولَصّ جميل سنوات (أنت)..

حبيبى..

التمس من الربّ رزق وَصْل؛ العُمْر دوام حُبّ ..إنّه الحُبّ إيمان.. والإيمان مَحَلّه القلب..
سل الرّوح تُجب.. وأخلص والـ (أنا)؛ دون عبوديّة شرط.. تغيثك السّماء.. ويعمى الله (الحرّاس) عَنْ غشاوة ذات.. تراها كُلّ سراب يومك.. و

وعُد..؟

و(أنت) بين رحى غفلة خَدْرٍ؛ أخشى تُجْهض فيها أدرّ حلم..!

،،،،

حبيبى..

أحذر (الاغترار) بالنفس، يضيّع حَيْاة؛ يوم يغدو العُمْر )رزق حُبّ(..

وإن أجبرك الحُبّ.. إحذر أنْ  تحنى (كبرياء).. أو تذلّ (نفس).. أو تنكس (رأس).. فعَيْن المُحبّ مثل عَيْن أهل الهوى.. كلاهما فى العمى سواء..

 ونعم هى (أنْتّ).. (أنْتّ) مَنْ أحببت..

أحببتك في الله قناعة صبر ورِضى زُهد.. ولى غدوت اكتفاء حَيْاة؛ جنّة بَعْث.. وبك اكتفيْتُ..
فلمّا اكتفيت منّى؛ أدركتُ إنك لم تعرف الفرق.. لم تحبّنى قطّ.. و
ورحلت..

أحببتكأ وأنا أعلم بأدقّ تفاصيل حَيْاتك أحببتُ.. ماضيك حاضرك ومستقبلك؛ لكىّ أهديك سعادة إلهيّة بقدسيّة دَوْح.. ولأكثر منها تستحقّ (أنْتّ)..

،،،،

نعم حبيبى (أنْتّ)..

قد لا تكون بجوارى.. وتحرمنى الدنيا لقائى بك.. وبصلد اعتكاف سُكاتك؛ تأبى علىّ رذاذ بوح نفس..
ولا تمنح لقطيْرات روحى؛ تتماسّ وزجاج نوافذ قلبك قليل عَسّ نورٍ.. يغتصبُ سَحَر ليْل..
وتتمنّع.. ولا تشح غِلظة سَوَاد قماش ستارك.. لنثر ترتيل عصفور  أسير صَمْت..
أعوامٌ وأعوام.. ولا أزل وبراء طيْف، لا يتجاوز شَرْع حُبّ.. أسافرُ وأنت.. طيفٌ هو نصيبى منك.. وتظلّ (هى) هى.. بكُلّ محطات أيّامى؛ يحملنى الربّ إليْها سالمًا.. و
ولا تنتظرنى..
هناك وَحْدى؛ لا تتركنى أتهّيبُ وأترقّبً مَوْعد عصف رحل.. يقتلنى وجع فُراق؛  نبوءة هجر..
أما كفانى حنين تشوّق يستعرُ دون اشتعال.. ومُرّ حرمان بلا سباحة يَمّ.. وزبدٌ يلطمنى.. لحدًا أتناثرُ.. و
ولا تزل لى فَقد..!

،،،،،
حبيبى..

 أرِح قلباً.. يغورُ بجبّ  إدمان التَوقِ؛ ضَىّ قمرٍ..

وترفّق بروحٍ.. أفرغ إرهاقاً؛ طول سفر..

فلا قطار يتوقف.. ولا على رصيف؛ أحدٌ ينتظر..
أعوامٌ وأعوام.. و..
ولا أزل (أنا) .. فى الله أحبّك
و..
ولا تزل تسل
أهو (أنْتّ(..!

…..

أحمد الغرباوى – مصر

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :