أحمد الغرباوى يكتبُ: أنْتّ..!  الجزء الخامس والأخير

17 يوليو 2020

 


فى حُبّه التمسها مِنْ الربّ إجاب (حَرْف)..

وكان وطيْفها ظلّ الله بفردوسه الأرضى..

ومن أخلص الرعايْا بمملكة العِشْق الإلهية؛ صدق وإخلاص فعل..

شجرًا للعصافير.. وأريجاً للأزاهير.. وأوتارًا ملوّنة للفراشات الشاردة..
فمنحته عجاف الأعوامْ السّبع.. عنوانها  برودة (صمت)..
فلمّا رَدّت.. كتبت له:

  • حبيبى..

 لقد تزوّجت..! 

ـ……………………………          ………………………………..     ………………………………..        ………………………………..     …………………

 

  • حُبّك كان جميلا.. بريئًا..
    وعليه خَشَيْت..!

ـ ……………………………          ………………………………..     ………………………………..        ………………………………..     …………………………….

 

  • وأنْتَّ لم تسل
    حتى أُخبرك إنّى لك أبيْت
    وما أحْبَبَت..!

ـ ……………………………          ………………………………..     ………………………………..        ………………………………..     …………………………….

 

  • رُبّما بتماهى الوَجْد فقط خدرت.. وتلذّذت
    رُبّما آخر خيارعُمْرك كُنْت
    ولتدلّلى وغرورى روّضت.. فاستجبت

    وحول بَيْاض عُشّك  تعلّمتُ الطيران

    فرُحت أتمايلُ

   ولبكارة مشاعرك أفضت..و.. وجرحت

    وكأنثى..
    لا أمتنع عن حُبٍّ يحتوينى ماحَيَيت
    وكما ارتضيْت رضيْت..!

،،،،،

ـ حبيبى..

مَنْ (أنْتّ)..؟

لا أرى مَنْ فى الله أحببت
إمرأة أخرى الآن (أنْتّ)
ماوعدت إلا
إنْ لحُبٍّ أكثر مما رُزقت وهبت..!

ولكنك

ما فعلت.. إلا بشرعِ الله هرولت
ولروحك قبل جسدك؛ أُغْتَصَبْت..!
وإنْ تزوّجت
فلم تعرف الحُبّ بَعْد
وللربّ أدعو
أنْ تعشقُ ذات يوم
ويكفى تعلم وتذق
ما يلقى المُحِبّ مِنْ الهَجْر
وإن بإصرار سُكت؛ أخفيْت وخُنْت وغدرت..!

  • …………………………… ………………………………..     ………………………………..        ………………………………..    

ـ إمرأة تُحِبّ الخيل الأصيل
كم إدّعيت وكذبت..!
وكطباع النّهر
كلاهما للأمام يَجْرى
ولا ينظر إلى الخلف..!
وكذلك كان حُبّى
وعنه قد عَمَيْت..! 

،،،،،

  • لم أفعل إلا أن قامرت.. و
    وكسبت..!
    ليس ذنبى
    غَيْر البشر لى أحببت
    وبى وَحْدى هِمت
    وعن كُلّ النساء تمنّعت وصُمت..!
    مالى أكتفى بالحُبّ وأنْتّ
    وبَيْن يدى أمتلك
    الخيول والفرسان والمضمار والحلبة
    وجمهورٌ يصفّق لى ماحييت
    راهنت على مَنْ يملك أكثر
    و.. وكسبت!


ـ وبأكثر مِنْ الحُبّ.. والباقى مِنْ العُمر.. وكل ما أملك
لك قدّمت..!

 

  • ولكنه ليس كُلّ ما أردت..!
    رزقت حُبّى وأُجبرت..
    وستمرّ الأيّام
    وتجبرك على النسيان
    ياعاشقى
    الحُبّ ليس مثل التاريخ
    يمكن إعادته للحَيْاة
    ولا أحد يموتُ مِنْ الحُبّ
    كما تعِشنى ما لايُطاق أنْتّ
    بالحَيْاة مقيمٌ
    وتحياها سكون مَوْت..!

حبيبى

لم تعُد (أنْتّ)

وقد تزوّجت..!

 

ـ وأتيْتِ..

 واقفةٌ أمامى بلا مَّد ولاجَذْر.. بحرٌدون مَوْج..  مَىٌّ بلا طعم.. لا عَذْب ولا مُرّ.. وأراكِ صَنمًا دون حراك..

 جَسدُ إمْرَأةٍ بعد مواقعة غَصب بمبرّر شرع..

أو لحاق عُمر.. وتعجّل لقب أمّ..

وتدّعى أنّه الحُبّ..!

ما أضيْق المسافة بَيْن الحُبّ واللا حُبّ.. بَيْن المَنْحِ والفقدِ.. بَيْن نور النّار وسَواد رَمَاد حَرْق..

ما أضيْق المسافة بَيْن الولادةِ والوأدِ..!

وإن اشتدّ الحُزْنُ المسترخى بروحى الغارقة.. وجرفنى الفقد صوب الفراغ.. وقبلك مُتّ.. سأنتظر من وعدت..

وغدًا تستيقظ من المَوْت.. وستجد نفسك بين ذراعى.. وسأقبلك وأنا أبكى؛ لكى تحيْا وتصحو عمّا عنه غفوت..

حبيبى

من ينتحرُ  الآن  هى (أنْتّ)

(أنْتّ)..!

………

 

أحمد الغرباوى – مصر

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :